مقالات

موقف إنساني واضح: إدانة العنف ومعاداة السامية ورفض استهداف الأبرياء

موقف إنساني واضح: إدانة العنف ومعاداة السامية ورفض استهداف الأبرياء

في ظلّ ما يشهده العالم من تصاعدٍ مقلق لأعمال العنف والكراهية على أساس ديني أو عرقي، تبرز الحاجة الأخلاقية والإنسانية إلى الوقوف بوضوح أمام كل جريمة تُرتكب بحق الأبرياء، أيًّا كانت ديانتهم أو خلفيتهم أو موطنهم.

إن ما جرى من أحداث عنف استهدفت يهودًا في أستراليا يُعدّ جريمة إنسانية مدانة، لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة، ولا يمكن التعامل معها كحدث عابر أو تفصيل ثانوي في خضمّ الصراعات العالمية. فاستهداف المدنيين بسبب انتمائهم الديني أو العرقي هو اعتداء مباشر على القيم الإنسانية المشتركة التي تقوم عليها المجتمعات المتحضّرة.

أولًا: رفض القتل على أساس ديني أو عرقي

إن القتل بدافع الكراهية الدينية أو العرقية يُمثّل أخطر أشكال العنف، لأنه لا يستهدف فردًا بعينه فحسب، بل يستهدف فكرة التعايش ذاتها، ويُهدد السلم المجتمعي، ويزرع الخوف والانقسام بين الناس.

ولا يمكن لأي فكر أخلاقي أو إنساني أو ديني أن يبرر سفك دم إنسان بريء، أو أن يُضفي الشرعية على استهداف جماعة كاملة بسبب معتقدها أو هويتها.

ثانيًا: معاداة السامية شكل من أشكال الكراهية المرفوضة

إن معاداة السامية ليست مجرد رأي أو موقف سياسي، بل هي شكل من أشكال العنصرية والكراهية التي أثبت التاريخ نتائجها الكارثية على البشرية جمعاء. وقد أدت هذه النزعات، في مراحل مختلفة من التاريخ، إلى اضطهاد وقتل وتشريد ملايين الأبرياء.

إن رفض معاداة السامية هو موقف أخلاقي وإنساني، لا يتعارض مع حرية الرأي، ولا مع النقاش السياسي، بل يضع حدًا فاصلاً بين النقد المشروع وبين التحريض والكراهية والعنف.

ثالثًا: التضامن الإنساني لا يتجزأ

إن التضامن مع الضحايا لا ينبغي أن يكون انتقائيًا أو مشروطًا. فالألم الإنساني واحد، ودم الأبرياء لا يختلف لونه باختلاف الدين أو القومية أو اللغة.

والوقوف مع ضحايا العنف، أيًّا كانوا، هو موقف يعكس احترام الإنسان لذاته قبل أن يكون احترامًا للآخرين، ويُعبّر عن وعيٍ أخلاقي يرفض تحويل الصراعات إلى مبرر لإلغاء إنسانية الآخرين.

رابعًا: مسؤولية الكلمة في مواجهة الكراهية

إن للكلمة مسؤولية، وللصمت في أحيان كثيرة مسؤولية أكبر. فالتغاضي عن خطاب الكراهية، أو التطبيع مع العنف اللفظي والتحريضي، يفتح الباب تدريجيًا أمام العنف المادي والجسدي.

ومن هنا، فإن إدانة العنف ومعاداة السامية، والدعوة إلى الاحترام والتعايش، ليست مواقف سياسية، بل مواقف أخلاقية تهدف إلى حماية المجتمعات من الانزلاق نحو دوائر لا تنتهي من الكراهية والدم.

خامسًا: دعوة إلى التعايش واحترام الإنسان

إن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى ترسيخ ثقافة التعايش، وقبول الآخر، واحترام التنوّع الديني والثقافي، باعتبار ذلك مصدر قوة للمجتمعات لا سببًا للصراع.

ولا يمكن بناء مستقبل آمن ومستقر ما دامت الكراهية تُغذّى، والعنف يُبرَّر، والإنسان يُختزل في هويته الدينية أو العرقية بدلًا من إنسانيته.

خاتمة

إننا نؤكد موقفنا الواضح في رفض كل أشكال العنف، وإدانة استهداف الأبرياء، ورفض معاداة السامية، والدعوة إلى عالمٍ أكثر عدلًا وإنسانية، يقوم على احترام الحياة الإنسانية وكرامة الإنسان دون تمييز.

الرحمة للضحايا، والعزاء لذويهم، والسلام لكل إنسان بريء.


إخلاء مسؤولية

هذا المقال يُعبّر عن موقف إنساني وأخلاقي عام، ولا يندرج ضمن أي خطاب سياسي أو تحريضي، ولا يهدف إلى تأييد أو معاداة أي جهة أو دولة، وإنما يرفض العنف والكراهية بجميع أشكالهما، ويدعو إلى احترام حقوق الإنسان والتعايش السلمي.


اكتشاف المزيد من مرجانة برو – Marjana Pro

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مرجانة / Marjana

حول مرجانة / Marjana

مرجانة برو – منصة روحانية مرخّصة تقدم محتوى موثوقًا في علوم الحروف، الطلاسم، الأوفاق، والطاقة الروحانية، بإشراف حكيم روحاني

اترك رد