نصف الفلك الصاعد والهابط
نصف الفلك الصاعد والهابط – شرح تعليمي مفصّل
مقدمة
يقسّم الفلك القديم دائرة البروج إلى نصفين أساسيين يُعرفان باسم النصف الصاعد و النصف الهابط.
هذا التقسيم لا يعتمد على الفصول فقط، بل على حركة الأبراج عند شروقها فوق الأفق وصعودها في السماء. وهو من أهم المفاهيم التي استخدمها المنجّمون لتحديد قوة البرج وضعفه، وطريقة تأثيره في الهيئة الفلكية.
أولًا: معنى النصف الصاعد والنصف الهابط
تقوم نقطتا المنقلبين (الانقلاب الصيفي والشتوي) بتقسيم دائرة البروج إلى نصفين:
النصف الصاعد (Ascending Half)
ويشمل الأبراج:
الجدي – الدلو – الحوت – الحمل – الثور – الجوزاء
وسُمّي “صاعدًا” لأن هذه الأبراج عند طلوعها تبدأ بالصعود تدريجيًا في السماء حتى تصل إلى أعلى نقطة لها عند برج السرطان.
النصف الهابط (Descending Half)
ويشمل الأبراج:
السرطان – الأسد – السنبلة – الميزان – العقرب – القوس
وسُمّي “هابطًا” لأن هذه الأبراج، بعد بلوغها أعلى نقطة في السماء، تبدأ بالانخفاض نحو الأفق حتى تغيب في نهاية برج القوس.
هذا التقسيم يعكس الحركة الظاهرية للبروج كما تُرى من الأرض أثناء دوران السماء.
ثانيًا: معنى الطلوع المستقيم والطلوع المعوّج
عُرف النصفان أيضًا بتسميات تشير إلى طريقة طلوع الأبراج:
1. الأبراج معوجّة الطلوع (Oblique Ascension)
وهي الأبراج الموجودة في النصف الصاعد:
الجدي → الجوزاء
سبب التسمية يعود إلى أن هذه الأبراج:
-
تستغرق وقتًا قصيرًا عند طلوعها
-
تقطع قوسًا أصغر فوق الأفق
-
يرتفع كل برج منها بسرعة نسبيًا
وهذا ما جعل القدماء يسمّونها:
“مطيعة” لأن البرج الهابط قبلها يبدو كأنه “يأمر” بالطلوع، وهي “تطيع” وتتبع.
جميع المقالات المنشورة على هذا الموقع تُقدَّم لأغراض ثقافية وتجريبية فقط. لا تُعدّ علاجًا طبيًا أو نفسيًا، ولا يُقصد بها تقديم استشارات مهنية أو قانونية. جميع المعلومات مستوحاة من تقاليد روحانية قديمة، ويُترك للزائر حرية التقدير الشخصي في قراءتها أو الاستفادة منها. استخدام أي محتوى من هذا الموقع يتم على مسؤولية المستخدم وحده.
2. الأبراج مستقيمة الطلوع (Straight Ascension)
وتشمل الأبراج من السرطان إلى القوس:
السرطان – الأسد – السنبلة – الميزان – العقرب – القوس
وهي الأبراج التي:
-
تستغرق وقتًا أطول في طلوعها فوق الأفق
-
تقطع قوسًا أكبر في السماء
-
يكون طلوعها مستقيمًا وثابتًا
ولذلك سُمّيت “آمرة” لأن صعودها يبدو قويًا وواضحًا ومتسلسلًا.
ثالثًا: العلاقة بين طريقة الطلوع وطبيعة البرج
يرى الفلك القديم أن طريقة طلوع البرج في السماء لها أثر على دلالاته:
الأبراج مستقيمة الطلوع
-
ثابتة
-
قوية التأثير
-
بطيئة في الظهور لكنها متعمقة
-
تعطي مواليدها قدرة على الاستمرار والصبر
الأبراج معوجة الطلوع
-
سريعة الظهور
-
مرنة ومتحركة
-
قد تكون أقل ثباتًا
-
تعطي مواليدها نشاطًا وتغيّرًا سريعًا في الحالات والقرارات
رابعًا: شرح سهل بن بشر لهذا التقسيم
قدّم الفلكي سهل بن بشر وصفًا دقيقًا لتمييز الأبراج:
الأبراج مستقيمة الطلوع
من السرطان إلى القوس
سبب التسمية:
-
عرض البرج أكبر من طوله
-
يستغرق البرج وقتًا أطول أثناء طلوعه
-
يجد المنجّمون أن ظهوره واضح ومنتظم
الأبراج معوجة الطلوع
من الجدي إلى الجوزاء
سبب التسمية:
-
عرض البرج أقل من طوله
-
يطلع البرج خلال فترة زمنية قصيرة
-
يكون طلوعه سريعًا مائلًا على الأفق
وينتج عن ذلك اختلاف واضح في تأثيرات الأبراج من حيث العمق، الثبات، وسرعة التأثير.
خامسًا: الدلالة الفلكية للنصفين
النصف الصاعد
يرمز إلى:
-
الانطلاق
-
تحقيق الذات
-
القوة المتصاعدة
-
بدايات المشاريع
النصف الهابط
يرمز إلى:
-
الحكمة المتراكمة
-
الانخفاض التدريجي
-
العودة إلى الداخل
-
اكتمال الدورات ثم نهايتها
هذا يتوافق تمامًا مع حركة الشمس خلال السنة، ومع الأنماط النفسية المرتبطة بالبروج.
خاتمة
إن فهم نصف الفلك الصاعد والهابط، وتمييز الأبراج بين مستقيمة ومعوجة الطلوع، يضيف بعدًا عميقًا لعلم البروج، ويكشف كيف ترتبط حركة السماء الدقيقة بطبيعة الإنسان وسلوكه.
هذا النظام يُعدّ واحدًا من الأدوات الأساسية التي استخدمها القدماء في التحليل الفلكي، ولا يزال مهمًا لكل دارس جاد لهذا العلم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع مرجانة برو – Marjana.pro
اكتشاف المزيد من مرجانة برو – Marjana Pro
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.