تعريف علم التنجيم – الصفحة الرسمية لعلم الفلك الروحاني

يُعدّ علم التنجيم واحدًا من أعرق العلوم التي رافقت الإنسان منذ فجر التاريخ، حيث سعى البشر إلى فهم علاقة السماء بالأرض وربط حركة النجوم والكواكب بما يشهده العالم من تغيّرات وأحداث. وقد حمل هذا العلم أسماء عديدة عبر الحضارات؛ مثل: النجامة، التفلك، التبريج، والأحكام النجومية. أما في الغرب فيُعرف باسم Astrology المشتق من كلمتي Astron (نجم) و Logos (خطاب)، أي خطاب النجوم.

ورغم اختلاف العصور، ظلّ جوهر هذا العلم ثابتًا: فهم لغة السماء وقراءة الإشارات التي تعكس النظام الخفي الذي يحكم حركة الوجود. والمنجّم أو الأحكامي هو الذي يتعامل مع هذه الرموز ويحوّل مواقع الكواكب واتجاهاتها إلى دلالات حياتية وروحانية مفهومة.

الفصل بين علم الفلك (الهيئة) وعلم التنجيم

حتى القرن الثامن عشر كان الفلكيون والمنجّمون يُعدّون أصحاب مدرسة واحدة؛ فالعالِم الذي يحسب مواقع الكواكب هو نفسه الذي يفسّر دلالاتها. لكن مع الثورة العلمية انفصل الفلك كعلم رياضي تجريبي، بينما بقي التنجيم ضمن العلوم الروحانية العميقة، يعتمد على الحسابات الفلكية لكنه يركّز على المعاني والطبائع والتأثيرات الرمزية للكواكب والأبراج.

ومع ذلك، لا يمكن للتنجيم أن يكون صحيحًا من دون علم الفلك؛ فكل تحليل يبدأ بإنشاء الهيئة الفلكية بدقة، وهي الخريطة التي تُقرأ من خلالها الدلالات والأحكام.

جذور التنجيم في الحضارات القديم

عبر رحلة التاريخ، احتلّ التنجيم موقعًا مركزيًا في الحياة السياسية والدينية والاجتماعية للعديد من الأمم:

✓ البابليون والسومريون

أول من سجّل حركة النجوم وربطها بالأحداث الأرضية، وكانت معابدهم تضم مراقبين للسماء على مدار العام.

✓ المصريون القدماء

اعتمدوا على التنجيم لتحديد مواسم الزراعة والاحتفالات، واعتبروا مسار النجوم انعكاسًا لإرادة الآلهة.

✓ اليونان والرومان

نقلوا التنجيم إلى مستوى فلسفي أعمق، فوضعوا الأبراج الاثني عشر وربطوا كل برج بكوكب وطبائع معينة.

✓ الصين

أقدم التقويمات الفلكية وُضعت هناك، وكان اتخاذ القرارات السياسية الكبرى لا يتم دون قراءة النجوم.

✓ حضارات المايا والأزتيك

بلغت دقة مذهلة في حساب حركة الشمس والقمر، واستخدمت الأبراج لتحديد مناسكهم الدينية الكبرى.

حتى المعالم الحجرية مثل ستونهينج في بريطانيا تُعدّ شواهد على معرفة متقدمة بحركة الشمس والانقلابات والفصول.

ازدهار علم التنجيم عند العرب

كان للعرب دور محوري في تطوير هذا العلم؛ فقد جمعوا بين التراث الإغريقي والبابلي والهندي وأضافوا إليه الدقة الفلكية والمنهج العقلي. ومن أبرز أعلامهم:

• أبو معشر البلخي – شيخ الأحكاميين، وصاحب كتاب المدخل إلى علم أحكام النجوم.

• الكندي – فيلسوف العرب الذي مزج بين العقل الفلسفي والهيئة الفلكية.

• مسلمة المجريطي – مؤلف غاية الحكيم، الذي أصبح مرجعًا أساسياً في أوروبا باسم Picatrix.

وقد كان للتراث العربي أثرٌ كبير في أوروبا، حيث تُرجمت كتب الأحكاميين العرب إلى اللاتينية واعتمد عليها المنجّمون لقرون طويلة.

التنجيم في العصور الحديثة

شهد القرن التاسع عشر نهضة كبرى للتنجيم في أوروبا، خصوصًا بفضل أعمال:

• بول شوازنارد في فرنسا

• فون كلوكلر في ألمانيا

ثم تطوّر التنجيم ليصبح مزيجًا بين الحكمة القديمة والتحليل النفسي والإحصائي الحديث، وصولًا إلى التنجيم العصري الذي يُستخدم اليوم في قراءة الشخصيات، وفهم الدورة الحياتية، وتحليل العلاقات، وتوقيت القرارات.

ورغم اختلاف الأساليب، يبقى الأساس واحدًا: لكل كوكب طاقة، ولكل برج طبيعة، وكل حدث على الأرض يتناغم مع حركة السماء.

التراث التنجيمي العربي… كنز ينتظر الإحياء

ما يزال جزء كبير من المخطوطات العربية المخزّنة في المكتبات لم يُحقّق أو ينشر حتى اليوم. وإحياء هذا العلم ليس مجرد عمل ثقافي، بل هو إعادة اكتشاف الهوية الروحانية العميقة للعرب والمسلمين الذين أسّسوا أرقى مدارس التنجيم في التاريخ.

خاتمة الصفحة

إن تخصيص صفحة لعلم التنجيم يعني تقديم علمٍ عريق بلغة عصرية، تجمع بين المعرفة الروحانية والدقة الفلكية، وتتيح للباحث والقارئ فهم الأبراج والكواكب والهيئات الفلكية بطريقة علمية ومنظّمة.

وفي هذه الصفحة سيتم لاحقًا نشر:

• شرح الأبراج بكامل وجوهها وحدودها

• طبائع الكواكب السبعة

• الساعات الفلكية

• طاقة الأيام

• كيفية قراءة الهيئة الشخصية

• التطبيقات الروحانية والفلكية المتقدمة

حقوق النشر

© جميع الحقوق محفوظة لموقع مرجانة برو – MARJANA PRO LLC.
يُمنع نسخ أو إعادة نشر هذا المحتوى دون إذن رسمي من إدارة الموقع.

التواصل

للاستفسارات والتعاون والتواصل المهني:
📩 marjana@marjana.pro
🌐 www.marjana.pro