علم الفلك

دلالات النِّقَط الفلكية الوهمية

دلالات النِّقَط الفلكية الوهمية

الرأس والذنب – القمر الأسود

أولًا: الرأس والذنب (عقدتا القمر)

تعريف عام

يُطلق على الرأس والذنب في علم الأحكام اسم عقدتي القمر، وهما من النِّقَط الفلكية الوهمية التي لا وجود مادّيًا لها، وإنما تُستخرج حسابيًا من الحركة الفلكية.

وقد سُمِّيتا وهميتين لأنهما:

  • ليستا نيرين

  • ولا كواكب سيارة

  • ولا جرمًا مضيئًا
    وإنما موضعان هندسيان يُحدَّدان بدقة داخل الهيئة.


الطبائع والأحكام العامة

يُثبت الحكماء طبائع العقدتين على النحو الآتي:

  • الرأس:
    سعد، مذكر، نهاري
    شرفه في برج القوس، وهبوطه في برج الجوزاء

  • الذنب:
    نحس، مؤنث، ليلي
    شرفه في برج الجوزاء، وهبوطه في برج القوس

وهذا التقسيم ليس توصيفًا أخلاقيًا، بل قاعدة أحكامية يُبنى عليها فهم الزيادة والنقصان في الدلالة.


التعريف الفلكي الدقيق

الرأس والذنب هما نقطتا تقاطع فلك القمر مع فلك الأرض (أي المسار المرجعي المعتمد في دائرة البروج).
وبسبب هذا التقاطع سُمِّيتا عقدتين، أي موضعَي “عقد” المدار.

وقد أثبت القدماء عقدتي القمر ضمن الهيئة الفلكية، واستعملوهما في أبواب متعدّدة من الأحكام، بينما انقسم الأحكاميون المعاصرون إلى:

  1. فريق يرى ضرورة إثباتهما في كل هيئة

  2. فريق يثبت معهما نقاطًا أخرى مثل القمر الأسود

  3. فريق يتحاشى استعمال النِّقَط الوهمية أصلًا


الأسماء الاصطلاحية

تُعرف عقدتا القمر كذلك باسم محور التنين، لأنهما متقابلتان دائمًا:

  • العقدة الشمالية:
    الرأس – رأس التنين – الجوزهر (في الاصطلاح الفارسي)

  • العقدة الجنوبية:
    الذنب – ذنب التنين – النوبهر (في الاصطلاح الفارسي)

وهما:

  • نقطتان متقابلتان على دائرة البروج

  • راجعتان في سيرهما

  • وتتحركان بمقدار يقارب درجتين في الشهر


دلالتهما في علم التنجيم والأحكام

اختلف الحكماء في دلالتهما على ثلاثة مذاهب:

1) مذهب التحذير

يرى بعض القدماء أن الرأس والذنب نقطتان خطرتان على القمر، وأنه ينتحس إذا اقترن بهما،
ويُعلّل ذلك بأن:

  • بالقرب منهما يحدث الكسوف والخسوف

  • أي انحباس نور القمر أو الشمس

2) مذهب التفريق

يرى بعضهم:

  • أن الرأس يُسعد القمر

  • وأن الذنب يُنحسه

3) المذهب المشهور عند الأحكاميين العرب

وهو أدقّ المذاهب وأشهرها:

  • الرأس من طبعه الزيادة

    • إذا كان مع السعود زادها سعادة

    • وإذا كان مع النحوس زادها نحوسة

  • الذنب من طبعه النقصان

    • إذا كان مع السعود نقص من سعادتها

    • وإذا كان مع النحوس نقص من نحوستها

وبهذا تُفهم العقدتان على أنهما:

عامل تكبير أو تقليل لما يقترن بهما
لا حكمًا مستقلًا بذاتهما.


التأويل المعاصر (التنجيم الكارمي)

يرى بعض الأحكاميين المعاصرين، وخصوصًا في التنجيم الكارمي أو التبتي، أن عقدتي القمر تمثلان توترات الحياة:

  • العقدة الجنوبية (الذنب):
    تمثل الماضي، التجارب السابقة، الدروس المكتسبة، الطرق السهلة، الجذور، الطفولة، والمكتسبات النفسية.

  • العقدة الشمالية (الرأس):
    تمثل المستقبل، درب التطور، الدروس التي يجب تعلمها، الطريق الأصعب الذي يتطلب جهدًا لكنه يثمر معرفة وأمانًا ونموًا.

ويذهب بعضهم إلى ربط الذنب بالموروث الكارمي، والرأس بالمهمة أو الدور الذي ينبغي تحقيقه في هذه الحياة، سواء أُخذ ذلك على معنى رمزي أو باطني.


ثانيًا: القمر الأسود (ليليث)

تعريفه وموضعه

القمر الأسود هو نقطة فلكية وهمية متأخرة الاستعمال، ويُعرَّف فلكيًا بأنه:

  • البؤرة الثانية لمدار القمر الإهليلجي

  • حيث تحتل الأرض البؤرة الأولى

  • وطوله يوافق طول أوج القمر

  • يقطع البرج في نحو تسعة أشهر

  • ويقطع قرابة أربعين درجة في السنة

ولم يسبق استعمال هذه النقطة عند الأحكاميين العرب، بل أُدخلت لاحقًا على يد المدارس الغربية.


طبعه وخصائصه

يُذكر له في بعض الجداول:

  • بيته: العقرب

  • شرفه: الحمل

  • وباله: الثور

  • هبوطه: الميزان

وتُجمع المدارس التي تستعمله على أن:

خصائصه عكس خصائص القمر


دلالته في التنجيم العصري

يُعرف القمر الأسود كذلك باسم ليليث أو هيكات، وتُعطى له دلالات منها:

  • الحرمان

  • المخاوف المجهولة

  • المواقف المؤلمة التي تساهم في نضج الشخصية

  • الثورة، العصيان، والرفض

  • تفجير التعصبات والانحيازات

فإذا كان القمر يدل على:

الجانب الأنثوي، اللطف، الحلم، والأمومة

فإن القمر الأسود يدل على:

المخالفة، التمرد، العصيان، الفراق، وكشف الحقيقة القاسية


أثره العملي في الهيئة

عند مروره بموضع مؤثر في الهيئة:

  • يسبب مبالغة في الوعي

  • تنكشف الحقيقة العاطفية أو المهنية أو العائلية

  • تظهر الأخطاء والنقائص بوضوح

  • يشعر الإنسان بوحدة أو ضيق

وغالبًا يُدفع لاتخاذ قرار حاسم:

  • فراق

  • شقاق

  • إنهاء علاقة

  • أو تغيير جذري
    حتى لو كان ذلك مؤلمًا

لكن عند قبوله:

  • يعاد تأليف القوى

  • تتشكل شخصية أكثر حرية

  • وتتحقق الاستقلالية

أما رفض التغيير فيقود – بحسب هذا المذهب – إلى التوقف أو الاختناق.


دلالته الجنسية عند بعض المدارس

يربطه فريق آخر بباب الغرائز الجنسية، مثل:

  • بلوتون

  • المريخ

ويرونه دالًا على:

  • الرغبات السرية

  • الميول المحرّمة

  • الأمنيات التي لا تتحقق إلا في الخيال


متى يُعد قويًّا؟

يكون القمر الأسود ذا أثر ملحوظ إذا:

  • كان مستوليًا في الهيئة

  • أو تلقّى اتصالات متعددة من الكواكب


حقوق النشر

© جميع الحقوق محفوظة
مرجانة برو | MARJANA.PRO
إعداد وتحرير: حكيم روحاني
البريد الرسمي: marjana@marjana.pro


اكتشاف المزيد من مرجانة برو – Marjana Pro

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مرجانة / Marjana

حول مرجانة / Marjana

مرجانة برو – منصة روحانية مرخّصة تقدم محتوى موثوقًا في علوم الحروف، الطلاسم، الأوفاق، والطاقة الروحانية، بإشراف حكيم روحاني

اترك رد