خصائص البيوت المشتركة في الهيئة الفلكية
خصائص البيوت المشتركة في الهيئة الفلكية
تُعدّ البيوت الفلكية من أهم العناصر التي تُحدِّد هيئة السماء من وجهة نظر محلية دقيقة، أي من نقطة محددة فوق سطح الأرض. فالهيئة الفلكية لا تُفهم فهماً كاملاً إلا عند الجمع بين البروج والبيوت معًا، إذ إن لكلٍ منهما مرجعيته الخاصة ودلالته المختلفة.
الفرق بين البروج والبيوت
يقسّم فلك البروج السماء من منظور عام، على أساس أن الراصد يقع في مركز الأرض. وبذلك فإن مواقع الكواكب في البروج تُقاس وفق مقياس جماعي واحد، فتكون متشابهة لكل المواليد في اليوم نفسه، بغضّ النظر عن مكان ولادتهم. ولهذا السبب تمثل البروج مرجعية جماعية عامة.
أما البيوت الفلكية، فهي تعتمد على موقع الراصد الجغرافي وساعة الميلاد الدقيقة، ولذلك تُعد مرجعية فردية خاصة. فمولود في القاهرة لا يمكن أن تكون له نفس هيئة البيوت أو نفس الطالع لمولود في مدينة خنيفرة، حتى وإن وُلدا في اليوم نفسه، لأن اختلاف المكان والوقت يؤدي إلى اختلاف مواقع الكواكب في البيوت.
أهمية تحديد ساعة الميلاد
لهذا السبب يؤكد المنجّمون دائمًا على ضرورة معرفة ساعة ودقيقة الميلاد بدقة عالية. فبدون هذه الدقة، لا يمكن تحديد الطالع ولا توزيع البيوت بشكل صحيح، مما يجعل قراءة الهيئة الفلكية ناقصة وغير مكتملة.
اختلاف مساحات البيوت
ومن الفروق الجوهرية بين البروج والبيوت أن مساحة البيوت غير ثابتة، إذ قد تتراوح مساحة البيت الواحد بين عشرين وخمسين درجة فلكية، وذلك تبعًا لاختلاف مكان وساعة الميلاد. أما البروج فمساحتها ثابتة دائمًا، حيث يبلغ كل برج ثلاثين درجة لجميع الناس وفي كل الأوقات.
ولهذا لا يكفي تحديد مواقع الكواكب في البروج فقط، بل يجب كذلك تحديد الطالع وبقية البيوت لفهم الهيئة الفلكية فهمًا صحيحًا.
تعريف الطالع والنقاط الأساسية
الطالع هو الدرجة من فلك البروج التي تطلع فوق الأفق الشرقي في وقت ومكان محددين، وهو ينتقل بمعدل يقارب درجة واحدة كل أربع دقائق زمنية. ويُعد الطالع من أهم النقاط في الهيئة الفلكية، إذ يمثل رأس البيت الأول.
لكن الطالع ليس النقطة المحورية الوحيدة، فهناك أيضًا وسط السماء، وهو رأس البيت العاشر، ويمثل الدرجة الواقعة في جهة الجنوب تمامًا على خط طول مكان الميلاد. وفي مقابل الطالع نجد الغارب، وهو رأس البيت السابع، وفي مقابل وسط السماء نجد وتد الأرض، وهو رأس البيت الرابع.
محاور الهيئة الفلكية
تشكل هذه النقاط الأربعة محورين أساسيين يقسمان الهيئة الفلكية إلى جهات واضحة:
أولًا: خط الأفق
وهو الخط الممتد بين الطالع والغارب، ويقسم الهيئة إلى:
-
قسم نهاري: وهو نصف الفلك الواقع فوق الأفق، ويدل على الآخرين والعالم الخارجي والتفاعل الاجتماعي.
-
قسم ليلي: وهو نصف الفلك الواقع تحت الأفق، ويدل على الشخصية الداخلية والنفسية والعالم الباطني.
ثانيًا: خط الزوال
وهو الخط الممتد بين وسط السماء ووتد الأرض، ويقسم الفلك إلى:
-
قسم شرقي: يضم الطالع، ويرتبط بالمبادرة والتوجه الذاتي.
-
قسم غربي: يضم الغارب، ويرتبط بالعلاقات والتفاعل مع الآخرين.
خلاصة تعليمية
من خلال هذا التقسيم يتضح أن البيوت الفلكية تمثل البعد الفردي الدقيق في الهيئة، بينما تمثل البروج الإطار الجماعي العام. ولا يمكن الوصول إلى قراءة فلكية متكاملة إلا بجمع هذين البعدين معًا، مع الاعتماد على وقت ومكان الميلاد بدقة.
© جميع الحقوق محفوظة – مرجانة برو | MARJANA.PRO
إعداد وتحرير: حكيم روحاني
يُمنع النسخ أو الاقتباس أو إعادة النشر دون إذن خطي مسبق.
اكتشاف المزيد من مرجانة برو – Marjana Pro
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.