علم الفلك

حساب الساعات الفلكية وشرح الأوقات السعيدة والنحيسة وربط الأعمال الروحانية بالساعات

حساب الساعات الفلكية وشرح الأوقات السعيدة والنحيسة وربط الأعمال الروحانية بالساعات

إن العلوم الروحانية القديمة تربط بين ما يجري في عالمنا الأرضي وبين حركات الأفلاك والكواكب. ومن أهم مفاتيح هذا الربط ما يُسمّى بـ «الساعات الفلكية»، وهي ساعات غير ثابتة بالطريقة المعروفة عند الناس، بل تختلف من يوم لآخر بحسب طول النهار وطول الليل. وفهم هذه الساعات شرط أساسي لنجاح أي عمل روحاني منضبط، وتجنّب قلب الأثر من نفعٍ إلى ضرر.

أولًا: ما هي الساعة الفلكية؟

الساعة الفلكية ليست ستين دقيقة ثابتة كما في الساعة العادية، بل هي جزء من النهار أو الليل يُقسَّم تقسيمًا خاصًا:

  • يُقسَّم زمن النهار من شروق الشمس إلى غروبها إلى 12 ساعة فلكية غير متساوية مع ساعات الساعة العادية.

  • ويُقسَّم زمن الليل من غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي إلى 12 ساعة فلكية أخرى.

وبذلك يكون عندنا في كل يوم:

  • 12 ساعة فلكية نهارية.

  • 12 ساعة فلكية ليلية.

كل ساعة من هذه الساعات تكون تحت حكم كوكب من الكواكب السبعة المعروفة في علم الأفلاك القديم:
الشمس، القمر، المريخ، عطارد، المشتري، الزهرة، زحل.

يُرتَّب تأثير هذه الساعات بحسب «ترتيب الكواكب» المعروف عند أهل هذا الفن، وبحسب «كوكب اليوم».

ثانيًا: الكواكب السبعة وطبائعها العامة

يرتبط كل كوكب بطبعٍ معيّن، وبأبواب خاصة من الأعمال، ويمكن تقسيمها – بشكل عام – إلى كواكب «سعيدة» وأخرى «نحيسة» بحسب الاستعمال:

  • زحل: كوكب الثقل، المنع، التأخير، الامتحان، والصرامة. يستعمل بحذر شديد، ويرتبط غالبًا بأعمال فك العوائق الثقيلة أو الأعمال الزجرية.

  • المشتري: كوكب البركة، الرزق، الرفعة، العلوم، السعة في المعيشة، والقبول.

  • المريخ: كوكب الحرب، النزاع، القوة، الحسم، الجراح، والقطع. من أنحس الكواكب إذا استُعمل في غير موضعه.

  • الشمس: كوكب الهيبة، الملك، القوة الظاهرة، الشهرة، والأنوار.

  • الزهرة: كوكب المحبة، الأُنس، الراحة، الجمال، والودّ.

  • عطارد: كوكب الفكر، الكتابة، الحساب، التجارة، التنقّل، والتواصل.

  • القمر: كوكب التغيّر، الانعكاس، الروحانيات الرقيقة، الأحوال النفسية، والأسفار القصيرة.

بناءً على هذه الطبائع:

  • تُعدّ ساعات المشتري والزهرة وساعات معيّنة من الشمس والقمر من «الأوقات السعيدة» لأغلب الأعمال الخيّرة.

  • وتُعدّ ساعات زحل والمريخ من «الأوقات النحيسة» إن استعملها الطالب في أعمال المحبة أو الرزق أو التسهيل، وقد تنقلب الأعمال فيها إلى عكس المقصود إن لم يَعرف الطالب مواضعها.

ثالثًا: كيف نحسب الساعات الفلكية للنهار؟

الخطوات الأساسية لحساب الساعات الفلكية النهارية هي:

  1. معرفة وقت شروق الشمس في اليوم المطلوب.

  2. معرفة وقت غروب الشمس في اليوم نفسه.

  3. حساب طول النهار بالدقائق من لحظة الشروق إلى لحظة الغروب.

  4. تقسيم طول النهار على 12، فيخرج لنا طول «الساعة الفلكية النهارية الواحدة».

  5. البدء من لحظة الشروق، وجعل كل مقطع زمني بطول الساعة الفلكية ساعة فلكية جديدة، مع تحديد الكوكب الحاكم لكل ساعة بحسب كوكب اليوم وترتيب الكواكب.

رابعًا: مثال رقمي تفصيلي لحساب ساعة فلكية نهارية

نفرض المثال الآتي لتدريب القارئ:

  • شروق الشمس في يوم معيّن: الساعة 6:20 صباحًا.

  • غروب الشمس في ذلك اليوم: الساعة 7:40 مساءً.

أولًا: نحسب طول النهار بالدقائق

من 6:20 صباحًا إلى 7:40 مساءً:

  • من 6:20 إلى 12:00 ظهرًا = 5 ساعات و40 دقيقة.

  • من 12:00 ظهرًا إلى 7:40 مساءً = 7 ساعات و40 دقيقة.

نجمعهما:

  • الساعات: 5 + 7 = 12 ساعة.

  • الدقائق: 40 + 40 = 80 دقيقة.

نحوّل 80 دقيقة:

جميع المقالات المنشورة على هذا الموقع تُقدَّم لأغراض ثقافية وتجريبية فقط. لا تُعدّ علاجًا طبيًا أو نفسيًا، ولا يُقصد بها تقديم استشارات مهنية أو قانونية. جميع المعلومات مستوحاة من تقاليد روحانية قديمة، ويُترك للزائر حرية التقدير الشخصي في قراءتها أو الاستفادة منها. استخدام أي محتوى من هذا الموقع يتم على مسؤولية المستخدم وحده.

  • 80 دقيقة = 1 ساعة و20 دقيقة.

إذن طول النهار الكلي:

  • 12 ساعة + 1 ساعة و20 دقيقة = 13 ساعة و20 دقيقة.

نحوّلها إلى دقائق لسهولة الحساب:

  • 13 ساعة × 60 دقيقة = 780 دقيقة.

  • نضيف 20 دقيقة → 780 + 20 = 800 دقيقة.

إذن طول النهار = 800 دقيقة.

ثانيًا: نقسم طول النهار على 12 ساعة فلكية

  • 800 ÷ 12 = 66.666… دقيقة تقريبًا.

نعبّر عنها هكذا:

  • 66 دقيقة و40 ثانية تقريبًا لكل ساعة فلكية نهارية واحدة.

هذا يعني أن:

  • الساعة الفلكية الأولى تبدأ من لحظة الشروق (6:20)، وتنتهي بعد 66 دقيقة و40 ثانية تقريبًا.

  • الساعة الثانية تبدأ مباشرة بعد انتهاء الأولى، وهكذا…

ولكي يكون الأمر تعليميًا أكثر، سنقرّب الحساب إلى الدقائق فقط (مع فهم أن الأصل أدق من ذلك بقليل):

  • طول الساعة الفلكية النهارية ≈ 67 دقيقة تقريبًا.

يمكن للطالب أن يختار:

  • إمّا الالتزام بالحساب الدقيق (66 دقيقة و40 ثانية).

  • أو تقريبها إلى 67 دقيقة مع مراعاة أن هذا تقريب عملي.

خامسًا: ربط الساعات بالكواكب (كوكب اليوم وترتيب الكواكب)

هناك أمران أساسيان يجب فهمهما:

  1. لكل يوم من أيام الأسبوع كوكب حاكم:

    • السبت: زحل

    • الأحد: الشمس

    • الاثنين: القمر

    • الثلاثاء: المريخ

    • الأربعاء: عطارد

    • الخميس: المشتري

    • الجمعة: الزهرة

  2. ترتيب الكواكب في الساعات يكون على ما يُعرف بالترتيب السباعي الدوري:
    زحل، المشتري، المريخ، الشمس، الزهرة، عطارد، القمر
    ثم يعود الترتيب من جديد: زحل، المشتري، المريخ… وهكذا بشكل دائري.

القاعدة:

  • الساعة الفلكية الأولى من النهار عند شروق الشمس تكون تحت حكم «كوكب اليوم».

  • ثم تُوزّع بقية الساعات وفق الترتيب السباعي السابق.

مثال تطبيقي على نفس اليوم:

نفترض أن اليوم هو يوم الجمعة (كوكب اليوم: الزهرة).

  1. الساعة الأولى من النهار (من الشروق حتى نهاية الساعة الفلكية الأولى):

    • يحكمها كوكب الزهرة.

  2. ما هو الكوكب التالي بعد الزهرة في الترتيب السباعي؟
    الترتيب: زحل، المشتري، المريخ، الشمس، الزهرة، عطارد، القمر
    بعد الزهرة يأتي عطارد، ثم القمر، ثم زحل، وهكذا.

إذن ترتيب ساعات النهار في هذا اليوم سيكون:

  • الساعة 1: الزهرة

  • الساعة 2: عطارد

  • الساعة 3: القمر

  • الساعة 4: زحل

  • الساعة 5: المشتري

  • الساعة 6: المريخ

  • الساعة 7: الشمس

  • الساعة 8: الزهرة

  • الساعة 9: عطارد

  • الساعة 10: القمر

  • الساعة 11: زحل

  • الساعة 12: المشتري

يمكن للطالب أن يرسم جدولًا، ويضع أمام كل ساعة:

  • زمن بدايتها ونهايتها بحسب الحساب السابق.

  • الكوكب الحاكم لها.

بهذه الطريقة يعرف بدقة:
أي ساعة من ساعات النهار يحكمها أي كوكب.

سادسًا: الأوقات السعيدة والنحيسة في ضوء الساعات الفلكية

بعد أن عرفنا كيفية حساب الساعات وربطها بالكواكب، يأتي السؤال:
كيف نميز الساعة السعيدة من الساعة النحيسة؟

بشكل عام، يمكن وضع الخطوط الآتية:

  • ساعات المشتري: من أنسب الساعات لأعمال الرزق، الرفعة، البركة، تسهيل الأعمال، وطلب العلوم النافعة.

  • ساعات الزهرة: مناسبة لأعمال المحبة المباحة، جلب الأُنس والراحة، إصلاح ما بين الزوجين، وتلطيف القلوب.

  • ساعات الشمس: مناسبة لأعمال الهيبة، طلب المنزلة، إظهار الحق، والظهور في الناس بصورة حسنة.

  • ساعات عطارد: مناسبة لأعمال العلم، الكتابة، التعلُّم، التجارة، المراسلات، وتنشيط الفكر.

  • ساعات القمر: مناسبة للأعمال الروحانية الرقيقة، الأحلام، الحدس، والأسفار القصيرة.

أما الساعات التي يجب الحذر منها:

  • ساعات المريخ: لا تُناسب أعمال المحبة والرزق؛ لأنها أقرب إلى الحرب والنزاع والقطع. قد يستفاد منها في بعض الأعمال الزجرية الخاصة بأهل الفن، لكنها ليست لعموم الطلاب.

  • ساعات زحل: ساعات ثقيلة، تُستعمل في العادة لفك عوائق شديدة أو أمور خاصة جدًا وبشروط، ولكنها غير مناسبة نهائيًا لأعمال التيسير والمحبة والقبول لمن لا يُحسن هذا الباب.

هنا يتضح معنى قول العلماء الروحانيين:
إن العمل بالمحبة – مثلًا – في ساعة المريخ، قد يقلب الأثر إلى نفور أو شدة أو جدال بدلًا من الأُنس والارتياح.

سابعًا: ربط الأعمال الروحانية بالساعات – أمثلة تطبيقية

لترسيخ الفهم، نذكر أمثلة واضحة:

  1. مثال على عمل للرزق:

    • يختار الطالب يوم الخميس (يوم المشتري)، أو ساعة من ساعات المشتري في أي يوم.

    • يُفضّل أن يكون العمل في ساعة فلكية نهارية يحكمها كوكب المشتري.

    • النتيجة المتوقعة: توافق بين طبيعة الوقت (رزق وبركة) وطبيعة الطلب.

  2. مثال على عمل للمحبة المباحة بين زوجين:

    • يختار الطالب يوم الجمعة (يوم الزهرة)، أو ساعة تحكمها الزهرة.

    • يتجنّب ساعات المريخ وزحل قدر الإمكان.

    • بهذا ينسجم الطلب (محبة وودّ) مع طبيعة الكوكب الحاكم للساعة.

  3. مثال على عمل تعليمي أو تجاري:

    • يختار الطالب ساعة عطارد، خاصة إن كان العمل كتابة وفق، أو إعداد درس، أو توقيع عقد تجاري.

    • لأن عطارد يرتبط بالفكر، والكلام، والتجارة.

بهذه الأمثلة يتعلّم الزائر كيف يربط بين:

  • نوع الطلب الروحاني،

  • الكوكب المناسب لهذا الطلب،

  • الساعة الفلكية التي يحكمها هذا الكوكب.

ثامنًا: تنبيهات مهمة للطالب

  1. لا يكفي أن يكون الوقت «ساعة المشتري» أو «ساعة الزهرة» فقط؛ بل يُستحسن أن يكون القلب حاضرًا، والنية صافية، والعمل خاليًا من الظلم والعدوان.

  2. يجب على الطالب أن يتدرّب أولًا على حساب أوقات الشروق والغروب بدقّة، ثم تحويلها إلى ساعات فلكية قبل الدخول في الأعمال الروحانية.

  3. الأوقات النحيسة (مثل ساعات زحل والمريخ) لا تُستعمل لأعمال جلب الخير للمبتدئين؛ بل يُترك استعمالها لأهل الخبرة، أو يُقتصر فيها على الدعاء والابتهال برفع البلاء إن وُجدت ضرورة.

  4. معرفة هذه الساعات ليست ترفًا، بل أساس من أسس انضباط العمل الروحاني؛ لأن العمل من غير وقت مناسب قد لا يُتمّ أثره، أو يخرج بنتيجة معكوسة.

خاتمة

الساعات الفلكية هي أحد أعمدة علم الأفلاك والروحانيات، بها يُحدِّد الطالب الأوقات السعيدة والنحيسة، ويضبط مواعيد أعماله بما يوافق طبع الكواكب وطبائع الطلبات. وكلما تعلّم الطالب طريقة الحساب بدقّة، وربط بين نوع العمل وطبيعة الكوكب الحاكم للساعة، كان عمله أقرب إلى الانضباط والقبول، وأبعد عن الارتجال والعشوائية.

بهذا الشرح التفصيلي، يستطيع الزائر أن يبدأ بنفسه في حساب الساعات الفلكية لمدينته، ومعرفة الكوكب الحاكم لكل ساعة، ثم اختيار الأوقات المناسبة لأعمال الرزق، والمحبة، والتيسير، والحماية، مع ترك ما يضر أو يفتح أبوابًا لا حاجة له بها.

وهذا هو الجدول الخاص بالساعات 


اكتشاف المزيد من مرجانة برو – Marjana Pro

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مرجانة / Marjana

حول مرجانة / Marjana

مرجانة برو – منصة روحانية مرخّصة تقدم محتوى موثوقًا في علوم الحروف، الطلاسم، الأوفاق، والطاقة الروحانية، بإشراف حكيم روحاني

اترك رد