علم الفلك

باب الوجوه (أثلاث البروج) وأحكامها عند المتقدمين في علم التنجيم

الوجوه (أثلاث البروج)

تعريف الوجوه

الوجوه هي تقسيم كل برج من البروج الاثني عشر إلى ثلاثة أقسام متساوية، يكون كل قسم منها عشر درجات، فيكتمل بذلك مجموع ثلاثين درجة للبرج الواحد. وقد اتفق الفرس والروم على هذا التقسيم، وعلى ترتيب أرباب الوجوه، فجُعل لكل وجه كوكب يحكمه بحسب ترتيب الأفلاك نزولًا.

وليست الوجوه بروجًا مستقلة، ولا بيوتًا، ولا أشرافًا، وإنما هي مراتب دقيقة من القوة داخل البرج الواحد، يُستدل بها على دقة الأثر لا على أصله.


ترتيب أرباب الوجوه

يبدأ ترتيب أرباب الوجوه من برج الحمل، فيكون الوجه الأول للمريخ، والثاني للشمس، والثالث للزهرة، ثم يُستمر على هذا النسق نفسه في سائر البروج، بحسب انحدار الأفلاك من الأعلى إلى الأدنى، دون انقطاع في السلسلة.

جدول أرباب الوجوه

البرج الوجه الأول (10°) الوجه الثاني (20°) الوجه الثالث (30°)
الحمل ♂ المريخ ☉ الشمس ♀ الزهرة
الثور ☿ عطارد ☽ القمر ♄ زحل
الجوزاء ♃ المشتري ♂ المريخ ☉ الشمس
السرطان ♀ الزهرة ☿ عطارد ☽ القمر
الأسد ♄ زحل ♃ المشتري ♂ المريخ
السنبلة ☉ الشمس ♀ الزهرة ☿ عطارد
الميزان ☽ القمر ♄ زحل ♃ المشتري
العقرب ♂ المريخ ☉ الشمس ♀ الزهرة
القوس ☿ عطارد ☽ القمر ♄ زحل
الجدي ♃ المشتري ♂ المريخ ☉ الشمس
الدلو ♀ الزهرة ☿ عطارد ☽ القمر
الحوت ♄ زحل ♃ المشتري ♂ المريخ

ما الصور؟

الصور هي الوجوه بعينها، وإنما سُمِّيت صورًا لأن الروم نسبوها إلى الصور الثماني والأربعين المتوهَّمة في الكواكب الثابتة، بينما نسبت الهند وبابل هذه الوجوه إلى صور ذات أفاعيل وهمم وخواص مخصوصة.

وقد استُعملت هذه الصور قديمًا في استنباط الأحكام الدقيقة، ومعرفة خواص المواضع، وفي الأعمال المتعلقة بالهمم والتأثيرات. غير أن أكثر الكتب النجومية المتداولة خالية من بيان طريق استعمالها العملي، ولهذا أعرض المتأخرون عن تفصيلها، واقتصروا على أصل دلالتها.


هل استعمل بطليموس الوجوه؟

نعم، لكن بطريق خاص يختلف عن الاستعمال الشائع عند غيره. فلم يجعل بطليموس الوجوه مجرد أرباب كوكبية، بل استخرج منها دلالات جوية وهوائية، وربطها بتغير الأهوية، والأمطار، والرياح، والزلازل.

وكان ينظر في أحكامه إلى دلالة البرج ككل، ثم إلى أوله ووسطه وآخره، ثم إلى جهة الشمال والجنوب، ثم إلى اتصالات الكواكب السيارة والثابتة، وبذلك يُستنبط الحكم من امتزاج هذه العوامل كلها، لا من عامل واحد منفرد.


دلالات الوجوه عند بطليموس (ملخص تعليمي)

يدل أول البرج غالبًا على بداية الأثر وحدّته وظهوره، بينما يدل وسط البرج على الاعتدال أو استقرار الحالة، ويدل آخر البرج على الفساد أو الاحتراق أو التحول والانصراف.

ويُستفاد من هذا التقسيم في أحكام الجو، وتحاويل السنين، والقرانات، وأحكام الأسعار، وأحداث العالم وما يطرأ فيه من تغيرات.


فائدة الوجوه في علم الأحكام

تُستعمل الوجوه في ترجيح الكوكب داخل البرج، ومعرفة سبب قوة كوكب ضعيف من حيث البرج، ودعم الحكم إذا تعارضت الدلالات، والتمييز بين أول الحدث وآخره. فقد يكون الكوكب ليس في بيته ولا في شرفه، لكنه في وجهه، فيُعطى قوة جزئية معتبرة.


خلاصة تعليمية

الوجوه مراتب دقيقة من التأثير، وهي دون البيوت والأشراف في القوة، وأقوى من الخلو التام. ولا يُستغنى عنها في الأحكام المحكمة لمن أراد دقة الفهم وصواب الترجيح.


© جميع الحقوق محفوظة – مرجانة برو | MARJANA.PRO
إعداد وتحرير: حكيم روحاني
البريد الرسمي: marjana@marjana.pro


اكتشاف المزيد من مرجانة برو – Marjana Pro

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مرجانة / Marjana

حول مرجانة / Marjana

مرجانة برو – منصة روحانية مرخّصة تقدم محتوى موثوقًا في علوم الحروف، الطلاسم، الأوفاق، والطاقة الروحانية، بإشراف حكيم روحاني

اترك رد