المزاج والجنس في البروج – شرح تعليمي مفصّل

مقدمة

يُعدّ تقسيم البروج بحسب المزاج و الجنس من أهم الأسس التي اعتمد عليها الفلك القديم في تحليل الطبيعة البشرية. وقد جمع القدماء بين عدة معايير:

• السعادة والنحوسة (المزاج)

• الذكورة والأنوثة (الجنس)

• النهارية والليلية (الحظ الفلكي)

هذا النظام يعكس نظرة شاملة للطاقة التي يحملها كل برج، وكيف تتفاعل مع موقع الشمس والكواكب في لحظة الميلاد.

أولًا: معنى المزاج في البروج

المزاج هو وصف لحالة البرج من حيث كونه سعيدًا أو نحيسًا:

• البروج السعيدة: تحمل طاقة إيجابية، نشيطة، قوية التأثير.

• البروج النحيسة: تحمل طاقة ثابتة، منسحبة، تميل للتأثر والانفعال.

لا يعني هذا أن برجًا “جيد” وآخر “سيئ”، بل هو وصف للكيفية التي يتحرك بها البرج في التأثير على الإنسان والبيئة من حوله.

ثانيًا: معنى الجنس – مذكر ومؤنث

قسّم القدماء البروج إلى:

• بروج مذكرة

• بروج مؤنثة

وكانوا يرون أن طاقة الذكورة تعني الحركة والانطلاق، بينما طاقة الأنوثة تعني العمق والانفعال والاستقبال.
ويسير ترتيب الذكورة والأنوثة بشكل متناوب من الحمل حتى الحوت.

ثالثًا: البروج المذكرة السعيدة النهارية

تشمل:

الحمل – الجوزاء – الأسد – الميزان – القوس – الدلو

صفات هذه المجموعة

هذه الأبراج تشترك في طبيعة نشيطة تدفع صاحبها نحو:

• المبادرة وصنع الأحداث

• التأثير القوي على الآخرين

• الإيجابية والنظر للمستقبل

• القدرة على توجيه حياته بدل أن تُوجَّه به

• حيوية عالية وجرأة واضحة

وعندما تكون أغلب الكواكب في هذه البروج في هيئة ميلاد شخص ما، فإن شخصيته تميل إلى الطاقة الخارجية والأداء القوي والانفتاح على الفرص.

رابعًا: البروج المؤنثة النحيسة الليلية

تشمل:

الثور – السرطان – السنبلة – العقرب – الجدي – الحوت

صفات هذه المجموعة

تتصف هذه الأبراج بطبيعة داخلية عميقة، تجعل مواليدها:

• حسّاسين وسريعين في التأثر

• متحفظين في إظهار مشاعرهم

• ميّالين للهدوء أكثر من المواجهة

• منتبِهين للتفاصيل والعلاقات

• متّصلين بذكرياتهم وتجاربهم الماضية

• متأثرين بالظروف بدل التأثير فيها

وعندما تستولي هذه البروج على الهيئة الفلكية، فإن الشخص يميل إلى التفكير الداخلي والمشاعر العميقة، وقد يكون أكثر حذرًا وارتباطًا بالماضي.

خامسًا: العلاقة بين الحرارة والبرودة والذكورة والأنوثة

قام الفلك القديم بربط الطبائع الأربعة بالجنس الفلكي:

• جميع البروج الحارة = مذكرة

• جميع البروج الباردة = مؤنثة

وهذا ينسجم مع رؤية القدماء أن:

• الحار = فاعل

• البارد = قابل

• الذكر = مبادر

• الأنثى = مستقبِل

كما آمنوا بأن الكواكب تتأثر بهذا النوع من التوافق، فالكوكب الذكري في برج أنثوي قد يكتسب صفات الأنوثة والعكس صحيح.

سادسًا: البروج النهارية والليلية

يرتبط هذا التقسيم بالوقت الذي تتقوى فيه طاقة البرج:

• البروج المذكرة كلها نهارية

• البروج المؤنثة كلها ليلية

معنى ذلك:

• البرج النهاري يعطي أقوى تأثيراته في ساعات النهار.

• البرج الليلي يعطي أقوى تأثيراته في ساعات الليل.

وقد خالف بعض الفلكيين اللاحقين هذا التقسيم، واعتبروا أن بعض الأبراج تُظهر قوتها في النهار أو الليل بحسب موقعها من الشمس أو بحسب المدرسة الفلكية المتّبعة.

أما في الفلك الهندي:

• الحمل – الثور – الجوزاء – السرطان – القوس – الجدي → تتقوّى ليلًا

• والبقية تتقوّى نهارًا

وهذا يوضح أن الثقافات الفلكية تختلف في التفاصيل لكنها تتفق في الجوهر.

سابعًا: تلخيص سهل بن بشر الإسرائيلي

أوضح الفيلسوف والفلكي سهل بن بشر أن:

• البروج ستة ذكور و ستة إناث

• يبدأ التسلسل من الحمل (ذكر) ثم الثور (أنثى) ويتناوب الجنس حتى نهاية الحوت

• الحمل = ذكر نهاري

• الثور = أنثى ليلية

• وهكذا حتى نهاية الدورة

هذا التناوب يعكس التوازن الذي تقوم عليه دائرة البروج، حيث لا يغلب جانب على آخر بل يتناغم كلاهما في نظام محكم.

خاتمة

يوضح تقسيم البروج بحسب المزاج والجنس والنهار والليل طريقة عمل الطاقة الفلكية في الإنسان والعالم. فكل برج يجمع بين طبيعة حرارية أو باردة، وجنس مذكّر أو مؤنث، وحظ نهاري أو ليلي، ليكوّن منظومة متكاملة تساعد الفلكيين على تفسير الشخصية وتوجهاتها.

جميع الحقوق محفوظة لموقع مرجانة برو – Marjana.pro