الشَّرَف والهبوط في علم الأحكام النجومية

معنى الشرف، درجته، أثره، ومعنى الهبوط وخلاف الحكماء فيه

أولًا: معنى الشرف في علم التنجيم

الشَّرَف هو:

موضع من البروج يكون فيه الكوكب في أقصى قوته، ويظهر أثره بأفضل صورة، ويكون عطاؤه كاملاً غير منقوص.

وقد شبّه الحكماء حال الكوكب في شرفه بـ:

الملك إذا جلس على عرش العز، فاشتهر اسمه، وظهر حكمه، ونفذ أمره.

ولهذا:

• يكون الكوكب في الشرف نشطًا

• حسن التصرف

• قوي الدلالة

• محمود الأثر

والمولود الذي تجتمع له كواكب كثيرة في أشرافها:

• يكون أوفر حظًا

• أمتن حالًا

• أظهر تأثيرًا في شؤون حياته

ثانيًا: بروج الشرف للكواكب (المذهب المشهور)

على ما اشتهر عند الفرس واليونانيين، وسار عليه كثير من الأحكاميين:

• شرف الشمس: الحمل
  → حيث تمنح النشاط، القيادة، وبداية الفعل

• شرف القمر: الثور
  → حيث تستقر الغريزة وتظهر الخصوبة والإبداع

• شرف عطارد: السنبلة
  → حيث يبلغ التحليل والدقة غايتهما

• شرف الزهرة: الحوت
  → حيث تتجلى المحبة، الحساسية، والإبداع

• شرف المريخ: الجدي
  → حيث تتحول القوة إلى عمل وإنجاز منضبط

• شرف المشتري: السرطان
  → حيث تظهر التربية، الرعاية، والنمو

• شرف زحل: الميزان
  → حيث يقوم ميزان العدل والمسؤولية

أما كواكب الجماعة (عند المتأخرين):

• شرف أورانوس: العقرب

• شرف نبتون: الأسد

• شرف بلوطون: القوس

وقد اختلف فيها، لكن هذا المذهب هو الأشهر، وعليه جرى العمل هنا.

ثالثًا: معنى الهبوط (السقوط)

الهبوط، أو السقوط، هو:

كون الكوكب في البرج المقابل لشرفه تمامًا.

وفيه:

• يضعف تأثير الكوكب

• يضطرب مزاجه

• يخرج عن طبيعته

• ويظهر أثره معكوسًا أو ناقصًا

وقد عبّر القدماء عن ذلك بقولهم:

الكوكب في هبوطه مكروب، حزين، فاسد الحال.

رابعًا: بروج الهبوط للكواكب

باعتبار المقابلة مع الشرف:

• هبوط الشمس: الميزان

• هبوط القمر: العقرب

• هبوط عطارد: الحوت

• هبوط الزهرة: السنبلة

• هبوط المريخ: السرطان

• هبوط المشتري: الجدي

• هبوط زحل: الحمل

وعند العصريين:

• هبوط أورانوس: الثور

• هبوط نبتون: الجدي (وقيل الدلو)

• هبوط بلوطون: السنبلة (وقيل الجوزاء)

خامسًا: الشرف بالدرجات لا بالبرج فقط

لم يكن الشرف عند الحكماء مجرد برج كامل، بل له درجة مخصوصة.

وقد اختلف أهل الصنعة في ذلك:

1. من قال:
   الشرف في نفس الدرجة فقط

2. من قال:
   له درجات قبل الشرف تمهيدًا

3. من قال:
   الشرف من أول البرج إلى درجة الشرف

4. من قال:
   البرج كله شرف، والدرجة غايته

سادسًا: درجات أشراف الكواكب (على مذهب الفرس واليونانيين)

ويقابل هذه الدرجات درجات الهبوط في البروج المقابلة، وفيها:

• يخمل الكوكب

• ويضعف حاله

• ويختل أثره

سابعًا: هل في الأشراف خلاف؟

في البروج:

لا خلاف يُعتدّ به بين القدماء.

في الدرجات:

• الهنود:

  • شرف الشمس: 10 درجات من الحمل

  • شرف المشتري: 5 درجات من السرطان

  • شرف زحل: 20 درجة من الميزان

• ثم وافقوا في بقية الكواكب

ولا يجعل الهنود:

• للرأس والذنب شرفًا
  وهو قول اعتبره كثير من الحكماء أصوب.

ثامنًا: الشرف والهبوط ضمن منظومة الشهادات

الشرف والهبوط ليسَا وحدهما الحكم، بل هما جزء من منظومة أكبر تشمل:

• البيوت

• الوبال

• الحدود

• الوجوه

• أرباب المثلثات

وقد عمل:

• بطليموس

• والأحكاميون العرب
  بهذه الأصول مجتمعة.

بينما اقتصر:

• بعض المعاصرين
  على الوجوه فقط، وهو تقصير في الحكم.

تاسعًا: خلاصة تعليمية

• الشرف: عزّ الكوكب وقوته القصوى

• الهبوط: ضعفه وخمول أثره

• الدرجة أهم من مجرد البرج

• ولا يُحكم على كوكب إلا:

  • بجمع شهاداته كلها

  • لا بشهادة واحدة

وهذا الباب من أهم أبواب فهم:

• المواليد

• والمسائل

• والتحاويل

• وأحكام الدول والملوك

حقوق النشر

© جميع الحقوق محفوظة
مرجانة برو | MARJANA.PRO
إعداد وتحرير: حكيم روحاني
البريد الرسمي: marjana@marjana.pro